قصة إرم ذات العماد
قال تعالى "ألم تر كيف فعل ربك بعاد إرم ذات العماد التى لم يخلق مثلها فى البلاد"من بين الاقوام الذين استوطنوا شبه الجزيرة العربية فى الزمان القديم , كان قوم عاد الذين انعم الله عليهم بنعم كثيرة ورزقهم بأموال و بنين لا تحصى و لا تعد ووهبهم من العلم وأسباب القوة الكثير ولكنهم بدلا من ان يشكروا الله على ما انعم الله به عليهم ويعبدوه وحده دون غيره عصوه وازدادوا بطشا وطغيانا وغرورا ويقولون من أشد منا قوة ونسوا ان الله الذى خلقهم هو أشد منهم قوة وكانوا يسكنوا فى بنايات عالية حصينة شادوها بما وهبهم الله من علم وقوة وحسبوا نا تلك البناياتتجعلهم خالدين وازدادت عقولهم فسادا فأنكروا البعث و الحساب وقالوا
"ما هى إلا حياتنا الدنيا نموت و نحيا و ما يهلكنا إلا الدهر"
واتخذوا من دون الله أصناما يعبدونها , ولأن سنت الله اقتضت ألا يعذب قوما حتى يبعث لهم رسولا فقد اختار الله واحدا منهم هو نبيه هود عليه السلام ليبشرهم و ينذرهم ويهديهم الى الصراط المستقيم و يدعوهم الى عبادة الله وحده وقال لهم
"إنى رسول أمين فاتقوا الله و أطيعون"
وذكرهم بنعم الله عليهم فأنكروها وقلوا "انا لنراك فى سفاهة وإنا لنظنك من الكاذبين" وقال لهم"إنىأخاف عليكم عذاب يوم عظيم" قالو "أجئتنا لنعبد الله وحده ونذر ماكن يعبد إباؤنافاتنا بماتعدنا غن كنت من الصادقين" وبدا عقاب الله فامتنع المطر فمات الزرع واصابهم قحط شديد وخرجوا من بناياتهم ذات العماد يتطلعون الى السماء لعلهم يلمحون سحابا يبشرهم بنزول المطر فرأوا سحابة سوداء تتقدم نحوهم ففرحوا وظنوا أن قحطهم سيزول ولكن تلك السحابة لم تكن إلا ريحا عاصفة راحت تعصف بهم سبع ليال و ثمانية ايام حتى دمرتهم جميعا اما هود ومن امن معه فقد انجاهم الله
قال تعالى "فأصبحوا لا يرى إلا مساكنهم"
لقد استكبروا وغرتهم قوتهم وظنوا انهم سيخلدون فى مساكنهم ذهت العماد و نسوا ان الله هو القادر على ان يحيهم و يميتهم و يعذبهم إن شاء فسبحان المنتقم الجبار
منقول عن كتاب قصص القرأن